يا ملونين البيض

الأربعاء، 15 يوليو 2009

بالأمس حلمت بك

بالأمس حلمت بك ..
فشعرت بعدها كأنى يتيم .. شعرت و كأنى خلقت لتوى .. لا تربطنى بالشخوص و لا الأسماء أى شىء .. شعرت أن العالم أصبح من بعدك فارغآ .. شعرت أنى خلقت لأتعذب و أنك وحدك صاحب الأمر لى .. تسيرنى من هناك .. تحركنى كدميه كأنك ريح و أنا فرع فى مهبك ..
بالأمس حلمت بك ..
فتمنيت أن أمسك بالحلم .. أن أظل فيه أبدآ حتى الموت .. فلمن خلقت الأحلام و لماذا إلا لتكون أنت فارسها .. فطريق بدونك لا معنى له .. لا يفضى إلى شىء .. و ديار بدونك هى أطلال لا محاله .. و بشر بدونك أشباه رجال .. أقزام .. أموات .. و حياة بدونك هى خوف دائم .. و رحيل منها إليك ..
بالأمس حلمت بك ..
و حاجز بينى و بينك .. جبال و بحور و حدود و ممالك لم تطأها قدم غير قدمك .. حدود يا سيدى لكنها تجمعنى بك .. و تفرق بينك و بينهم .. ووحدى أنتظر مجيئك .. ووحدى أعلم أن انتظارى لا طائل منه .. و لكننى أنتظرك و سأظل
بالأمس حلمت بك ..
فرأيتك باسمآ .. فاردآ لى ذراعيك .. فتساءلت .. هل كان حتمآ أن تهاجر .. أن تتركنى يمزقنى انتظارى و شوقى اليك .. يمزقنى إحتمالى للفراق .. أصبحت لا أبقى بدونك على الحياة من شىء .
بالأمس حلمت بك ..
ووجهك كل ما بينى و بينى .. كل من أحببت هم أحبتى .. و كل من أقصيت أعدائى .. حتى الطعام حين أتناوله .. يذكرنى بك . فهل يا ترى هناك أكثر من هذا إحتلال ؟
بالأمس حلمت بك ..
فتمنيت - و ليس لى سوى أن أتمنى - أن أبكى كما لم أبك من قبل .. أبكى حرمانى الأبدى من أن أطالع وجهك ذات صباح .. أبكى حرمانى الأبدى من صدر مفتوح على الدوام لى .. أبكى ضياعى و انكسارى .. أبكى كل الذين حرمنى رحيلك من أن أجد دمعأ لأبكيهم .. فإن تذكرتهم تذكرتك .. و إن تذكرتك نسيتهم .. و نسيت رحيلهم .. و نسيت بقائى ..
بالأمس حلمت بك ..

ما حيلتى ؟

ما حيلتى ؟
ما حيلتى و الكلمات حجر .. الكلمة هروب دائم من إحساس لا يتغير بالخوف الدائم من انتظار لا طائل منه ..
ما حيلتى و أنا محاصر منك فى كل وقت ؟ .. دائمآ أنت فى المنتصف .. أنت بينى و بينى ..
تقول القصائد بأنك فارسها المنتقى .. و أنك وحدك ترتقى درج الشواطىء .. تقطف ما تشاء من الورد اليانعات ..
تحتفظ بالأغنيات الحسان .. تأكل من كفيك جميع الطيور .. يغازلك المطر .. و يظلك حتى السحاب ..
تقول القصائد بأنك أطيب ما فى الطيوب .. و يعلن صوت الغناء بأنك منطق كلماتى و صاحب لحظات أحلامى و أحزانى ..
و أنت واقف هناك .. ما بيننا كل هذه المسافات ..
يأكل بعضى بعضى .. فلا يبقى لى منى سواك .. سواك أنت و أنت فقط .. و من لى سواك ؟ فهل كان حتمآ تخرج من الأرض
لتسكن السماء .. تاركآ لى همومى .. و فارضآ لى حق الإبتهال .. ؟؟